”إعادة التدوير” و”المنتجات المنزلية”.. حيل الفتيات لمواجهة توحش الأسعار
الأكثر مشاهدة
شهدت الأسواق عقب القفزة الهائلة في سعر الدولار الذي وصل إلى 18 جنيهًا، ارتفاعا هائلا في الأسعار فأعلن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أن معـدل التضخم السنـوى سجل 30.9% لشهـر يونيو 2017، مقارنـة بشهر يونيو 2016.
انعكس ارتفاع الأسعار على كافة مناحي الحياة، فلمست فئة الفتيات أثر موجة الغلاء على الكثير من المنتجات اللاتي يستخدمهن خاصة مع ثبات الأجور، تواصل (احكي) مع مجموعة من الفتيات اللاتي طرحن أفكار عديدة لمواجهة هذا الارتفاع بإعادة التدوير والاتجاه إلى المنتجات المصنعة منزليًا.
إعادة التدوير كسلاح للمواجهة
ظهرت ثقافة إعادة تدوير الملابس عقب موجة ارتفاع الأسعار وخاصة أسعار المنتجات المستوردة، انطلاقًا من هذا قامت "سارة مصطفى"، بإعادة ارتداء ملابسها القديمة بشكل مختلف " الشميزات اللي صغرت، بقيت ألبس تحتها تي شيرت وافتحها بتعملي طقم جديد وشيك في نفس الوقت"، وفيما بتعلق بمستحضرات التجميل تبحث عن الأماكن التي توفر تلك المنتجات بأسعار منخفظة كما تلجأ للمنتجات الطبيعية.
وفي سياق متصل، واجهت "منة أحمد-20" ارتفاع أسعار "الصنادل" و"السليبر" الصيفي باستخدام مقتناياتها القديمة وإضافة بعض اللمسات عليها " لقيت الشريط ده عند النمرسي فافتكرت إني عندي صندل قديم وحولته لواحد جديد" وتم بتكلفة 22.5 في مقابل سعر الجديد بـ150 جنيها، وشاركت أفكارها لمساعدة زميلاتها فقامت بمشاهدة الفيديوهات التعليمية للـ " wedding planners- تنظيم الحفلات" و " hand made Craft" وبدأت تنفذ تلك الأشياء لهن ونتج عن ذلك توفير أموال، وتتمثل خطوتها القادمة في تعلم تنفيذ المنتجات الجلدية كالحقائب والمحافظ.
قبل
بعد
يقع على كاهل "العروسة" مصاريف لا حصر لها وتظل تبحث عن مهرب لتقليل التكلفة، فقامت "بسمة السيد" بتنفيذ حذاء فرحها بدل من شراء الجاهز الباهظ التكلفة " هعمل جزمتي بنفسي شوزات الفرح أسعارها أوڤر بردو على مفيش جبتها سادة و زينتها"، لم تقف خريجة كلية الحقوق عند هذا الحد بل تخلت عن كافة المصاريف التي لا تهدف إلا للتباهي فاستغنت عن بعض قطع "العفش".
الهروب من نار الأسعار لجنة التفصيل
اتجهت المحامية "أسماء عبدالرافع" إلى التفصيل حيث رافقتها تلك الهواية منذ المرحلة الثانوية " من ثانوي وأنا بحب التفصيل والتطريز وتدوير الحاجات"، بدأت بالتفصيل لنفسها وعندما رأى زميلاتها اختلاف منتجاتها فوسعت الدائرة لتشمل التفصيل لأصدقاؤها، لم يقف على حد تفصيل الجديد فقط ولكن شمل إعادة تدوير الملابس القديمة وإضافة بعد اللمسات لتظهر بشكل يحاكي الموضة السائدة "احطلها تطريز مثلا أقصها تطلع حاجة تانية كده".
لم تكتسب صاحبة الـ27 مهارة التفصيل من خلال الكورسات ولكنها اعتمدت على الفيديوهات التعليمية، مما مكنها حاليًا لتفصيل الفساتين السواريه، وتقديرًا لمجهودها "واحدة صاحبة ماما شجعتني وجابتلي ماكنة خياطة هدية" منذ عامها الجامعي الأول وهي تحاول الوصول إلى الجديد " بحب أمسك حاجة ملهاش معني واطلع منها تحفة"، فتقوم "أسماء" بعمل جولة لمحال الملابس المتعددة لمعرفة الموضة السائدة "بفتكس فيها حاجة جديدة عن المنتشر بره عشان أعمل حاجة سبيشيال"، ومع انتشار البلوزات "الأوف شولدر" التي وصل سعرها لأكثر من 400 جنيها، قامت بتنفيذها بشكل كامل بتكلفة 100 جنيهًا، فتتغلب على عقبة السعر المكلف وجعلها تتناسب مع المحجبات.
" باخد الطرح الكبيرة أعملها كرديجنات، والصغيرة الستان بعملها بلوزات سواريه"، تهوى أسماء التفكير خارج الإطار التقليدي فتقوم بالعديد من الحيل، فلكي تحصل على مكان لحفظ فرش مستحضرات التجميل قامت بشراء "هون الثوم" وقامت بتزيينه من الخارج ووفي بالغرض بتكلفة 10 جنيهات، واستخدمت قطع الخشب القديمة لصناعة "الدريم كاتشر" وهو عبارة عن دائرة من الخشب أو الخوص، داخلها شبكة دائرية تشبه شبكة العنكبوت، يتدلى منها خيوط ملونة وريش مرصعة بالخرز.
أسواق السلع المستعملة و"أكشاك البقالة" الملاذ الأمن
أصبحت أسواق السلع المستعملة أو "أسواق الدلالة" الملاذ الأمن للكثير من الفتيات وربات المنازل، على رأسها وكالة البلح والأسواق الشعبية، ومحال "الاستوكات" حتى في المناطق الراقية، وهذا ما طبقته السيدة "أسماء السيد" مع أسرتها المتكونة من خمسة أفراد "أنا وولادى محتاجين نلبس مستوى جودة معين وجربت المصري بعد غسلة واتنين بيتبهدل، فبقيت اشتري من وارد الخارج وبواقي التصدير".
وفي سياق الحديث على مقارنة التكلفة، لفتت السيدة الأربعينية أن هذه الأسواق تحقق لها معادلة التكلفة المنخفضة والجودة العالية "البنطلون والبلوزة مبيعدوش 150 جنيها وكلها براندات عالمية"، أي لا تصل إلى ربع تكلفة المنتجات المستوردة، وقامت بنقل الفكرة إلى صديقاتها المقربين فقط، مبررة ذلك بأن نظرة الناس تختلف للأسواق المستعملة.
وأيدتها في الرأي "أسماء عبدالرافع" فقالت أن منطقة "وكالة البلح" تحتوى على أفضل "الماركات" الأوربية" باختلاف وتنوع المنتجات "البنطلون أبو 200 هناك بـ80".
كان زوج "سمية أحمد" ضمن العمالة المصرية العائدة من المملكة العربية السعودية، ولم تجد حل سوى أن تفتح "كشك بقالة" لتربية أولادها "بوفر منه الحاجات الأساسية للبيت ومصروف العيال"، حيث بدات مشروعها بـتكلفة 10 آلاف جنيه ومازالت مستمرة في سدادها حتى الآن.
تقوم بإدخال بعض المنتجات على حسب "المواسم" فتكثر من بيع الزبادي ومنتجات الألبات خلال شهر رمضان، أما في الوقت الحالي يزيد الإقبال على المنتجات المثلجة، وأكدت السيدة الثلاثنية خلال حديثها مع (احكي) على أنها تقوم بشراء منتجاتها بناء على رغبة واحتياج المستهلك.
تقسم وقتها بين "الكشك" وخدمة أسرتها وحماتها القعيدة "بقعد في المحل 8 ساعات، بس هو بيحتاج مني ييجر 15 ساعة بس أجيب وقت منين".
الكاتب
سمر حسن
الإثنين ٣١ يوليو ٢٠١٧
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا